فضيلة الشيخ والدتي امرأة كبيرة تجاوزت الخمسين من العمر ولكنها تهتم كثيرا بمجالس النساء. . في كل يوم بعد ذهابنا لأعمالنا ودراستنا تجمع نساء الجيران.
ويجلسن سائر اليوم في القيل والقال والغيبة وغير ذلك من الأمور غير النافعة.. . رغم أنها أكبر منهن في السن، بل بعضهن في سن بناتها.. . كيف نصنع للقضاء على هذا التجمع الذي لا فائدة منه؟
الرد: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن المحافظة على البيوت وصيانتها تكون من الأمور المعنوية كما تكون من الأمور الحسية، والغيبة والنميمة والمجالس الفارغة ينبغي للمسلم أن يحرص على ألا تكون في بيته، فإنها مذهبة للبركة وقد تكون سببا لنزول البلاء والشرور نسأل الله السلامة والعافية.
بقي أن نعرف الكيفية المناسبة للتعامل مع هذا الواقع الذي تكون الأم طرفا فيه، وقد علمنا ما للأم من حق تجب صيانته، وما أوجب الله لها من بر ومبالغة في الإحسان {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}.
والذي يفهم من ذلك هو عظم شأن الوالدين وما أوجب الله لهما من حق تجب صيانته ورعايته، غير أن حق الأم يستوجب الشفقة عليها وحمايتها مما حرم الله عليها من المنكرات والمعاصي، ولا شك أن تلك المجالس تأكل الأوقات الثمينة زيادة على ما يحصل فيها من الغيبة والأحاديث الفارغة التي تأكل الحسنات كما تأكل النار رقيق الحب، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
وعليكم ببذل الممكن في إفهام أمكم أن هذا السلوك غير لا ئق بمسلمة في مثل سنها، فعليها أن تكون غدوة في الخير وأن تجمع نساء الجيران للدروس وسماع النافع من الأمور من الدروس والمحاضرات.
وبعد إقناعها بضرورة تغيير المادة التي يجتمعون عليها سيكون لها دور دعوي بارز لكونها القطب الذي يجتمعن حوله، وعليكم بالعمل على تغيير المادة التي تثار في المجلس دون التطرق لإنهاء المجلس والقضاء عليه برمته فإن في ذلك صعوبة وربما كان مدعاة لنشوب الخلافات مع أمكم.
اربطها بسير النساء الصالحات من نساء السلف الصالح، ففيهن من الخير والإيجابية ما يستحق العناية، وعليكم أن تساعدوها لجعل المجلس أكثر فائدة بأن يتدارسن أمرا معينا أو يطورن مهارة معينة.. . ولن يعدمن ما يكون محل اتفاق بينهن.
وأهم ذلك كله وأسرعه مفعولا إيجاد درس لتعليم القرآن الكريم، ففي الغالب ستكون منهن واحدة أو أكثر لها القدرة على تعليم القرآن فينبغي أن يستفاد من أولئك النسوة في تعليم الأخريات، وأمك متى سلكت بداية الطريق ستسهل عليها الأمور وستجد فيها الراحة والاطمئنان.
لو أقنعتموها باستضافة إحدى الداعيات بين الفينة والأخرى لكان أمرا حسنا ومفيدا.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،، ، ،
المصدر: موقع رسالة المرأة